بسم الله الرحمن الرحيم :
التفاؤل من سمات الموقنين وانتظار الفرج من عند الله عبادة.
إنَّ المؤمن الصادق الايمان ، الذي يرجع إلى ربه في كل آن و حين ، حال الرخاء و حال الشدة ، و في حال الطاعة و حال المعصية ، و أثناء الابتلاء و في ساعات الأمن و العافية ، و حتى ذاك الذي شطَّ عن الطريق و حاد عن الصواب ، كل هؤلاء تنشرح صدورهم و تنفرج أسارير وجوههم إذا تدبروا المعاني الرائعة ، و الوعود الصادقة في مثل هاته الآيات الكريمة ، التي لو عقلناها و أيقنا بها و فهمناها على وجهها ، و سرنا على ضوئها كما سار الرعيل الأول المبارك من أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم ، و أيقنا بها يقينا لا تزعزعه المحن و الابتلاءات و لا تمحيه الأيام و السنون ، لو فعلنا ذلك بعزم و صدق نابعين من قلوب ارتبطت بربها ارتباطا صادقا لا دخن فيه ، لخرجنا من كلِّ همٍّ أكثرَ انشراحاً و من كلِّ مصيبة أكثرَ توكلاً ، و من كل ابتلاء أكثر قوة ، قال المولى تبارك و تعالى : [ وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْه مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ] الطلاق : 2-3
وما دام الواحد منا قد أخذ بالأسباب ؛ و توكل على رب الأرض و السماء ، فسبحانه يَهبُه ممَّا فوق الأسباب ، فهذا يعقوب عليه السلام ابتلاه الله بفقد فلذة كبده ، و قرة عنه و مهجة فؤاده يوسف عليه السلام ، و مع شدة وقع المصيبة ، و انقطاع أخبار ابنه عنه ، و رغم مرور السنوات الطوال و التي تفت في عضد الانسان فتًّا ، لم ييأس و لم يقنط من رحمة ربه ، فقال لأولاده : [ يابني اذهبوا فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ الله إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الله إِلاَّ القوم الكافرون ] يوسف :الآية 87
فيا أخي الحبيب :
أيقن أن فَرَجَ الله قريب ، و أن مع العسر يسرا ، و إنَّهُ لن يغلب عسرٌ ، يسرين و لنا رجعة إلى هذا الموضوع الهام مرةً أخرى إن شاء الله تعالى ، و الله الموفق لا رب سواه .
و إلى أن نلتقي ثق أن الله معك بنصره و توفيقه و تأييده و الله معنا و لن يترنا أعمالنا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
السلام عليك استاذنا
ردحذفانك تعلم انما صار اليوم ابتلاء للعباد من رب العباد أو هي كالسحابة مرت فخيمت بظلامها وأمطرت ومن ورائها شمسٌ مشرقةٌ وارض اخضرت.
اللهم ثبت الأقدام إن لقينا أمين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
ردحذفأسأل الله أن يكون ذلك كذلك .