Translate

2014-08-12

دعاء اليوم الثلاثاء 13 أوت - آب - 2014

                                   بسم الله الرحمن الرحيم :

دعاء :

[ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَدْخِلْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيمًا ] . [1].

الشرح:

هذا الدعاء المبارك جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهذين الصحابيين الجليلين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس ، فلقي دُريد بن الصِّمَّة ، فُقتل دُريد ، وهزم اللَّه أصحابه ، قال أبو موسى: و بعثني مع أبي عامر ، فرُمي أبو عامر في رُكبته ، رماه رجل من بني جُشم بسهم ، فأثبته في رُكبته ، فانتهيت إليه فقلت: يا عمِّ من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له ، فلحقته ، فلما رآني ولَّى ، فاتبعته ، وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت؟ فكفّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، قال: يا ابن أخي، أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: استغفر لي ، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات ، فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مُرمل ، وعليه فراش قد أثَّر رمال السرير بظهره و جبينه ، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه، ثم قال: (اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر)،(حتى رأيت بياض إبطيه))، ثم قال: (اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس)، فقلت: ولي يا رسول اللَّه! استغفر)، فقال صلى الله عليه وسلم : (اللَّهم اغفر لعبد اللَّه بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريماً)، (قال أبو بُرده: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى).

هذا الحديث العظيم مشتمل على فوائد عديدة في الدعاء، فمنها:

1- استحباب طلب الدعاء من الرجل الصالح.

2- استحباب الوضوء لإرادة الدعاء.

3- استحباب رفع اليدين في الدعاء خلافاً لمن خص ذلك بالاستسقاء)[2].

4- يستحب لمن دعا لشخص أن يذكر اسمه، وكذلك كنيته، واسم أبيه ، أو قبيلته.

5- أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة وأنها أحق بالتقديم في السؤال, وهذا هدي الأنبياء والمرسلين ، كما في دعوة إبراهيم ونوح عليهما السلام كما تقدم.

6- أن التخلية مقدمة على التحلية؛ حيث قدم صلى الله عليه وسلم سؤال اللَّه تعالى المغفرة ، و هي التخلية من الذنوب وآثارها على التحلية في قوله(اللَّهم اجعله فوق كثير من خلقك من الناس)) أي في المنزلة ، و الرتبة في الجنان ، و قوله كذلك لعبد اللَّه بن قيس: (وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً).

7- تعظيم الرغبة والهمة في حال الدعاء، كما دلّ [عليه] قوله: اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من الناس.

8- أن من طلب منه الدعاء أن يدعو في حاله وحينه ، ولا يؤخرّه ، وهذه سنة الأنبياء ، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك في دعاء زكريا:"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ" .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] البخاري ، برقم 4323 ، كتاب المغازي ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة .

[2] انظر: فتح الباري، 8/ 43.

و الله المستعان لا رب سواه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق