منذ أكثر من ثلاثين عاما و نحن نسعى لنرقى بأنفسنا في سيرنا في مرضات الله تعالى ، و في سبيل طلب العلم ، و ملاقاة الشيوخ و العلماء ، و سمعنا كثيرا من الدروس والمواعظ و الخطب ، سواء كانت علمية بحتة تختص بعلم مفرد كأصول الفقه ، أو مصطلح الحديث ، أو علم العقيدة ، و غيرها من العلوم الشرعية ، أو كانت دروسا تهذيبية للسلوك ، و الأخلاق ، و إصلاح فساد القلوب ، ووجدت أن كثيرا من ذلك يفيد و ينفع الناس ، و لكن في كثير من الأحيان وجدت أن أصعب مهمة تعترض الداعية ّإلى الله عز و جل ، هو تصحيح مفهوم خطأ لآية أو حديث ، أو معنى من معاني الإسلام العظيم ، انتشر فهمه بين الناس على غير الوجه المراد به ، و ما ذلك إلاّ لقلّة العلم بين الناس ، أو أن عملية تعليم الناس كانت خطأ فأنتجت جيلا لا يهتم بدينه ، إلا في مناسبات و أوقات معيّنة ، مع أن ربنا تبارك و تعالى دعانا لكي نكون خاضعين لحكمه تعالى طوال حياتنا ، قال تعالى : [ قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أوّل المسلمين ] ، الأنعام: 162، 163
فمن وفَّى لله بهذا كان له عند الله عهد أن يدخله الجنّة ، و من لم يوفي لله بهذا ، فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له
إذن ، كثيرة هي النصوص الشرعية التي أخرجت عن مفهومها الصحيح بسبب من الأسباب ، و نتيجة تقصيرنا تغيرت مفاهيم شرعية ، و مضامين إسلامية ، إلى مفاهيم تعطل حركة الحياة بدل أن تكون دافعة للنهوض الحضاري ، و الإقلاع من جديد نحو مستقبل زاهر ، تحفظ فيه الكرامة ، و تصان فيه الأعراض ، و تقدّر الشريعة قدرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق