Translate

2014-03-09

نصيحتي لإخوتي في الله ، طلاب العلم .



بسم الله الرحمن الرحيم :




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد :

فإنني أوصي الجميع ونفسي بتقوى الله عز وجل التي هي مطية كل خير ومفتاح كل بر ومن اتقى الله علّمه وفهّمه وبارك له في علمه ، و من تقوى الله عز وجل إرادة وجهه العظيم و قصد ما عنده سبحانه وتعالى وهو الكريم ، من الأجر و المثوبة فإن هذا العلم لا يراد به إلا وجه الله ولا يبتغى به إلا ما عند الله ومن أخلص لله في علمه بورك له في قوله وعمله ونفعه الله بهذا العلم ، و لا يسأم طالب علم بل لا يسأم مسلم أبداً أن يذكر دائماً بهذا الحق العظيم فتجديد النية وتجريد النية وإخلاص النية عليه مدار العمل قبولاً ورداً وهو أساس كل خير وفضل وبر من المسلم ، ومن الأمور التي ينبغي لطالب العلم أن يوصى بها ضبط العلم وإتقانه فهذه المسائل الشرعية أمانة في عنقك ومسؤولية تسأل عنها بين يدي ربك فهذا العلم أمانة يتحملها الإنسان لكي يبلغها ولو كان علمه قليلاً فإنه بحسب ما تحمّل من العلم تحمّل من الأمانة ، وما من مسلم إلا وهو يحتاج إلى أن تعلمه ما الذي أحله الله له وما الذي حرّم عليه ، والناس بحاجة إلى ذلك فهو أمر عظيم كما سنبين أهميته فلذلك يجب على كل طالب علم سمع أحكام الشريعة في أي مجلس علم أن يستشعر أنها أمانة يبلغها كما بلغها رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم ولذلك جعل الله العلماء ورثة الأنبياء وطلاب العلم هم وراث العلماء والأمل في الله عظيم ثم في طلاب العلم أن يسدوا هذه الثغور وأن يعلموا الأمة ما تعلموه فكم من علماء نصحوا وبينوا وعلّموا وجلس في مجالسهم ما لا يحصى كثرة من الناس والخلق فلما ماتوا ذهب العلم معهم أين طلاب العلم الذين كانوا يغشون حلقهم ؟ وأين الذين كانوا يغشون مجالسهم ويستمعون إلى الفتاوى ؟

السبب: الغفلة عن هذه المسؤولية والغفلة عن هذه الأمانة والتلذذ في مجالس العلم وكأنها قضاء للأوقات دون استشعار أنها أمانات ومسؤوليات وواجبات قبل كل شيء ( إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ) أي آية تسمعها ، وأي حديث تسمعه وأي حكم تسمعه وتعلمه وتأخذه من عالم موثوق بعلمه فإنه أمانة ، تسأل عنها أمام الله عز و جل ، فعليك أخي طالب العلم أن تعمل بهذا العلم وألا تكفر نعمة الله عليك فتتعلم ولا تعمل ثم بعد ذلك لا تجد مسلماً محتاجاً إلى هذا الذي سمعته وتعلمته إلا بذلته له وتصدقت عليه فإن الله يجزي المحسنين ومن أعظم الصدقة وأعظم البر تعليم الناس ونفعهم ولذلك تكفل الله للعلماء بكل خير وبر حتى أن الحيتان تستغفر في جوف الماء لمعلم الناس الخير ، فالله الله في هذه الأمانة والمسؤولية واستشعار أن هذا العلم أمانة فكم فقدنا من علماء أجلاء أتقياء لا نزكيهم على الله كانت مجالسهم عامرة وعلومهم نافعة نصحوا للأمة كثيراً وعلموا آناء الليل وآناء النهار وتعبوا ونصبوا في النصح للأمة ومضوا ولم تكتحل عيوننا بمن يخلفهم إلا القليل فهذا يدل على الغفلة عن هذا الحق العظيم ولا تقول من أنا ؟ فسيعلمك الله الذي علّم آدم وفهمّ سليمان وداود وآتى الحكمة من يشاء ولكن .. إخلاصٌ لوجه الله وعقد العزيمة على ضبط العلم و لو كان علمك قليلا معمولاً به مدعواً إليه بورك لك فيه فتحرص من الآن على أن تطبق ما تسمعه وتلتزم بالشرع وكذلك أيضاً على أن تنفع الأمة وتبذل لها ما تستطيع من الخير، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيننا على ذلك وأن يوفقنا في جميع ذلك وأن يعطينا أفضل العطاء وأجزل المثوبة في الدنيا والآخرة على ما نتعلمه ونعلمه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
و الله الموفق لا رب سواه .

هناك تعليقان (2):

  1. و إياكم أخي الفاضل ، وأسأل الله لي و لك التوفيق و السداد ، و الله يتولانا برحمتة إنه جواد كريم .

    ردحذف