بسم الله الرحمن الرحيم :
فإذا روي حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة و ثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب و العقاب و أنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته و العمل به ، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب ، كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلَغَهُ أنها تربح ربحاً كثيراً، فهذا إن صدق نفعه ، و إن كذب لم يضره ، و مثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات و المنامات و كلمات السلف و العلماء ووقائع العلماء ، و نحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أوعلى صفة معينة لم يجز ذلك لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله... كان له كذا و كذا ، فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين...
فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته.
فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب ، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب و العقاب يتوقف على الدليل الشرعي . انتهى .
فتأمل هذا رحمك الله تعالى فإنه كلام نفيس جدا .
و الله الموفِّق لا ربَّ سواه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق