Translate

2014-08-03

خطبة العيد بالعربية ليوم 28 جويلية 2ّ014.

بسم الله الرحمن الرحيم :

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ].[آل عمران: 102] .

[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] .[النساء:1]

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً].[الأحزاب: 70 و71].

 أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم  ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

أيها المسلمون، في هذا اليوم ودّعتم بالأمس شهر رمضان و فرح الصائمون بفطرهم ، فرحوا بتخلّصهم به من الذنوب؛ «فإن مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه» ، «ومَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه» ، «ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»  .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
الله أكبر على ما هدانا للإسلام وعلى ما منَّ به علينا من إتمام الصيام والقيام، والحمدُ لله على ما أنعم به علينا من دين الإسلام ذلك الدين القيّم الذي أكمله الله تعالى لنا عقيدة ومنهجًا، ثم نحمده أن هدانا له وقد أضلّ عنه كثيرًا من الناس .
أيها المسلمون، إن دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لنفسه وفرَضَه على عباده إلى يوم القيامة، ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ﴾ ، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ .
اعلموا رحمكم الله أن الأعمار تمضي ، وأن الأعوام تمر مرا سريعا ، فتزودوا عباد الله في الدنيا بالطاعات وأعمال البر وأداء الواجبات ، واعلموا أن إظهار السرور في العيدين مستحب مندوب ، وهو من الشريعة التي شرعها الله لعباده، وذلك حمدًا لله على نعمه، وشكرًا لله على كرمه الذي وفق الصائمين لصومه والقائمين لإتمامه، فآمنوا بالله ورسوله، وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه، فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر عظيم.
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
أيها المسلمون، إنكم تجتمعون في هذا المكان على طبقات مختلفة ما بين صغير وكبير وغنيّ وفقير وذكَر وأنثى فتذكّروا بهذا الاجتماع والاختلاف اجتماعكم يوم الجمع الأكبر - يوم القيامة -: [ يوم يقوم الناس لرب العالمين ] .
هذا اليوم يقول الله تعالى فيه :
﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ .
و قال رسوله صلى الله عليه وسلم : و الله لو تعلمون ماأعلم لبكيتم كثيرا و لضحكتم قليلا .
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، و كذا رواه الإمام مسلم وغيره ، وذلك في أحاديث عدة ، ترد بمناسبات مختلفة ، وسياقات متعددة ، كلها تتضمن هذه الجملة العظيمة :  لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
        قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -  :و المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله ، و انتقامه ممَّن يعصيه ، و الأهوال التي تقع عند النزع ، و الموت ، و في القبر ، و يوم القيامة ، و مناسبة كثرة البكاء و قلة الضحك في هذا المقام واضحة ، و المراد به التخويف. 
و قال النووي رحمه الله :
لو رأيتم ما رأيتُ ، وعلمتم ما علمت مما رأيته اليوم وقبل اليوم لأشفقتم إشفاقاً بليغاً ، و لقلّ ضحككم و كثر بكاؤكم .
وقال القرطبي رحمه الله :
. لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا :  وقوله عليه الصلاة و السلام
يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، و مما أُعدَّ في النار من عذابها وأنكالها  ، و مما أعد في الجنة من نعيمها و ثوابها .
فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة و تحقيقاً ، و لذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك .   جُلُّه التبسم


اللهُ أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
حينما يطيع المسلم ربه ، و يتبع هدي نبيه  صلى الله عليه وسلم ، فتلك هي السعادة الحقيقية ، و الفرحة الحقيقية، و البسمة الحقيقية، يوم يُقبل الطائعون على ربهم بصحيفة تملؤها الحسنات والطاعات ، تسر صاحبها حينما يطالعها ، فيهتف فَرِحًا متباهيًا: (هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)، فلا سعادة تضاهيها، ولا فرحة تدانيها، ينسى مشقته ، وضيق عيشه ، و نكد حياته ، و تَسَلُّطَ المجرمين عليه ، و لا يتذكر إلا ما هو فيه من النعيم  ، و ما يتقلب فيه من اللذة والفرحة ، [ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ].

الله أكبر الله أكبر الله أكبر .

معاشر المسلمين حافطوا على أوامر الله تبارك و تعالى و احذروا أن يراكم حيث نهاكم أو أن يفتقدكم حيث أمركم .

إن من واجبات العيد المتحتمات المعرفة خمسة ، ينبغي 

مراعاتها و إعطاؤها حقها و هي :

الأولى : التسامح و التصالح بين المسلمين المتخاصمين ، قال صلى الله عليه وسلم : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ أخاه بالسلام .
الثانية : صلة الأرحام : قال صلى الله عليه وسلم : من أحبَّ أن يزيد الله له في عمره فليصل رحمه ، فيا معاشر المسلمين صلوا أرحامكم و لو قاطعوكم  هم ، فإن النبي قال : ليس الواصل بالمكافئ ، و لكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها 
فزوروا أرحامكم و إخوانكم و أخواتكم و أقاربكم يرحمكم الله تعالى .
و قد نص العلماء رحمهم الله تعالى فقالوا : تكون صلة الرحم بالزيارة، وتكون بتلبية الدعوة، وتكون بتفقد الأحوال، وتكون بالإكرام، وتكون بالهدية، وتكون بالتصدق على الفقراء من الأقربين، وتكون بعيادة مرضاهم، وتكون بمشاركتهم أفراحهم، وتكون بمواساتهم في أحزانهم، وتكون بقديمهم على غيرهم في كل أمر هم أحق به، بسبب قرابتهم، ثم تكون وهذا تاج الصلة بالرحم، بدعوة هؤلاء إلى الله والأخذ بهم إلى مرضاته.

ثالثا : لتكن الزيارات شرعية لا اختلاط فيها و لا لغو و لا منكرات تغضب الرحمن و تجلب سخطه و انتقامه ، فلتكن زياراتنا شرعية حتى تؤتى ثمارها الطيبة المرجوة .

رابعا: التهنئة بالعيد و السلام على إخوة الدين و العقيدة و زيارتهم في الله تعالى ، فهو من أوجب المندوبات  و من أفضل القربات ،  لأنه تأكيد لعقيدة الولاء و النصرة لأصحاب الدين الواحد و العقيدة الواحدة ، فلا تنسوا إخوانكم بارك الله فيكم ، فإن كثيرا منهم ينتظر منكم التفاتة إليه حتى يحس بأن الأخوة عقيدة إيمانية و واجبا إسلاميا و سلوكا شرعيا لا كلاما تلوكه الألسنة فقط .

خامسا : الدعاء لإخوانكم المظلومين المضطهدين في مشارق الأرض و مغاربها بأن يرفع الله الغمة عنهم و يستر عوراتهم  و يؤمّن روعاتهم ، و ينصرهم نصرا عزيزا ، و خصّوا إخوانكم في غزّة بمزيد دعاء ، و تضرعوا إلى الله بأن يرفع الله عنهم ما هم فيه من كيد عدو لعين و جار مضيق عليهم رجيم ، إنه نعم المولى و نعم النصير .


الله أكبر الله أكبر الله أكبر .

إن أكثر ما افتقدناه هو الأخوة الإيمانية و التبسم في الوجوه و صفاء القلوب مع المؤمنين ، فلنتب إلى الله تعالى و نصلح ما أفسدناه في سائر أيامنا ، إننا إن فعلنا ذلك استحققنا رضوان الله تعالى و محبته و القبول منه تعالى ، و كان ظاهر الأرض خيرا لنا من باطنها ، و نكون حقا من اتباع خاتم الأنبياء و المرسلين ، حقا و صدقا ، قولا و عملا ، اعتقادا و سلوكا ، و الله الموفق لا رب سواه ، و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلّم .


أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم لي و لكم فيا فوز 

المستغفرين استغفروا الله .


هناك تعليقان (2):

  1. السلام علىـكم و رحمة الله وبركاته.شيخنا الكريم
    بارك الله لكم علئ ما تقدمونه وجعله في ميزان حسناتكم .
    نحبكم في الله .
    ابو مهدي.

    ردحذف
  2. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أخي الحبيب أبامهدي ، أحبّك الله العظيم الذي أحببتنا لأجله ، و أسأله تعالى أن يرزقنا الإخلاص فيما نقول و نفعل ، و أن يجعله لوجهه الكريم ، و أن لا يجعل لأحد فيه شيئا ، و أسألوا الله لنا الثبات على الأمر و العزيمة على الرشد ، و الله الموفق لا رب سواه .

    ردحذف