Translate

2015-03-12

فضل العلم ، و حال الناس اليوم معه.

 بسم الله الرحمن الرحيم :

قال ابن القيم رحمه الله: العلم الشرعي حياة القلوب و نور الأبصار وشفاء الصدور ، و رياضالعقول ، و لذة الأرواح ، و أنس المستوحشين ، و دليل المحتارين، و هو الميزان الذي توزن به الأقوال و الأعمال و الأحوال ، به يُعرَفُ الله و يُعبد و يذكر و يوحّد و يُحمد و يُمجد و به اهتدى إليه السالكون ، و من طريقه وصل الواصلون ، و من بابه دخل القاصدون ، به تُعرف الشرائع و الأحكام و يتميز الحلال من الحرام ، و به توصل الأرحام ، و هو إمام و العمل مأموم ، و هو قائد و العمل تابع ، و هوالصاحب في الغربة و المحدث في الخلوة و الأنيس في الوحشة ، و الكاشف عن الشبهة و الغنى الذي لا فقر على من ظفر بكنزه ، و حاجةالناس إلى العلم أشد من حاجتهم إلى المأكل والمشرب أ.هـ.

فانظروا يا رعاكم الله فيما فرطنا فيه ، كم من طريق مظلم أبصر الناس من خلاله بنور العلم ، فهل يقاطع العلم و أهله إلا كل مخبول لا حظ له عند الله ، أم كيف يدعو الناسَ إلى دين الله أقوام جهلة بما يدعون له ، لعمري إنه الجنون من أوسع أبوابه ، فياغارة الله جِدِّي السير مسرعة في أخذ أمثال هؤلاء يا غارة الله ،فقد أفسدوا دين الناس ، و عقائدهم ، بدجلهم الذي يسمونه دعوة ، و شوهوا جمال الإسلام بحكايات باطلة جعلوها أساس الدين و منطلقه ، أناس لا يحسنون قراءة القرآن و لا قراءة نص بالعربية قراءة سليمة ، يزعمون أنهم يدعون إلى الله ، و هم في ذلك كله مخالفون للكتاب ، مخالفون للسنّة ، مخالفون للسنن الشرعية و النواميس الكونية ، فهل يفلح هؤلاء ؟

لا و ربي إنهم يهدمون الإسلام بكلامهم و أفكارهم السمجة ، فمن دخل الدين عن طريقهم لا بدا أن يعيد حساباته ، و الله المستعان لا رب سواه .

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ : ذَهَابُ الْإِسْلَامِ مِنْ أَرْبَعَةٍ: لَا يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا يَتَعَلَّمُونَ مَا يَعْمَلُونَ، وَيَمْنَعُونَ النَّاسَ مِنَ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ.

و قال بعضهم : كُلُّ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ فَاطْلُبْهُ فِي مَفَازَةِ الْعِلْمِ. فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فَفِي مَيْدَانِ الْحِكْمَةِ. فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فَزِنْهُ بِالتَّوْحِيدِ. فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَاضْرِبْ بِهِ وَجْهَ الشَّيْطَانِ.

فأعنّا ربي على هؤلاء القوم ، إنهم لا يكادون يفقهون حديثا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق