Translate

2013-06-21

صرخة من قلب مكلوم ، أو [ الإسلام بين جهل المسلمين و حقد الغربيين ووقاحة العلمانيين من بني جلدتنا ].



بسم اله الرحمن الرحيم :
الحمد لله تعالى ، واهب النعم ، و دافع النقم ، و مبيد الفراعنة ، و مهلك الأكاسرة ، و ناصر المؤمنين ، و الصلاة و السلام على سيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليما ، و على آله الأبرار و أصحابه الأخيار .
أما بعــــــــد :

إن العاقل الذي لم تصبه لوثة في تفكيره أو تقديره للأمور ليعجب من الغرب الكافر في تقييمه لديننا و معتقداتنا و أفكارنا و نظرتنا لهذا الكون وخالق هذا الكون ، فإذا تكلمنا عن ديننا و معتقداتنا وصفنا (هذا الغرب الكافر) بالتأخر عن ركب حضارة هو صانعها بمفرداتها المعروفة اليوم (فساد خلقي -انحلال أسري-إجرام دموي -قهر للعباد واستعباد لهم -اقتطاع وغزو لأراضى الآخرين و كأنهم يتجولون في أراضيهم الخاصة ، نظرة الاحتقار للأجناس الأخرى ، عقدة التفوق و العظمة المسيطرة على سياساتهم مع الأمم الأخرى .....) وهم مع تفوقهم المادي ، و استقرارهم الاقتصادي ، و تظاهرهم بأنهم أبناء اليوم ، و  أنهم لا يحملون حقدا لأحد ، و أنهم نسوا ما حصل في الماضي القريب و البعيد ، رغم كلامهم المعسول هذا ، أؤكد من خلال قراءتي لكتبهم و لنتاجهم الفكري ، و كثير من آثار من يعتبر موجها لسياساتهم ، أؤكد أنهم لا ينسون الماضي أبدا ، لا ينسون يوم هزمناهم في حطيّن و عكا و بيت المقدس ، أو يوم فتح السلطان المجاهد محمد الفاتح -رحمه الله - القسطنطينية مركز الأرثوذكس الديني ،
أو يوم أرغم أنوفهم طارق بن زياد ، و موسى بن نصير في الأندلس ، أو يوسف بن تاشفين في معركة الزلاّقة الشهيرة ، و هذا أمر لا أستغربه منهم ، لكنني أعجب و يزداد عجب كل مخلص لدينه عندما يسمع بعض من يتكلم بلغتنا ويتسمى بأسمائنا يقول :( إن ما حدث في الماضي هو مجرد سوء تفاهم و ليس تعصبا دينيا ضد المسلمين ، و لا دخل للصليب فيما حصل بل هي أطماع اقتصادية لبعض الحكاّم الغربيين فقط!!! ولم تنطلق أبدا من منطلق ديني ) .
وينسى أو يتناسى ما فعله بطرس الذي يسمّى عندهم "بالناسك"، فلقد طاف أوروبا من شرقها إلى غربها ، و من شمالها إلى جنوبها ، و ذرعها جيئة وذهابا ، ماشيا على رجليه ، حافي القدمين يحرض على قتل الكفّار ( أي المسلمين ) و أعداء المسيح المتعصبين والمتوحشين ليطهروا بيت المقدس منهم ويقيموا مملكةً للرب يسّوع المسيح فيها (تعالى الله عمّا يقوله الكفرة و الظلمة علوا كبيرا ) و يحشد الجيوش الجرارة و يتوعد من لا يساهم في الحملة المقدسة (الصليبية ) باللعنة و الطرد من رحمة الله من طرف البابا موقد نيران الفتن ، و الحقد إلى يوم الناس هذا ، و لأمر ما ( لا يخفى على فطنة اللبيب )سميت أكبر ساحة في دولة الفاتيكان ( النصرانية )بساحة القدّيس بطرس الناسك !!!
فهم لا ينسون تاريخ عظمائهم و أبطالهم ، أما نحن فنسمي أكبر الساحات مثلا
ساحة الحرية
!!!لماذا ؟
لأنها ساحة نزع فيها الحجاب عن النساء المسلمات و ديس بالأقدام كما فعلته زوجة أحد الزعماء المشهورين في تاريخنا العربي و الإسلامي ، فتبركا منهم بهذه العملية الحضارية التقدمية سمي المكان الذي فعل فيه هذا الكفر والفسوق عن شرع الله المحكم ساحة الحرية .
حقا إن الأمة التي تنسى تاريخها و عظماءها و تستبدل بهم أو تضع في مكانهم أقزاما بمعنى الكلمة ، أمة لا تستحق أن تكون لها السيادة و الريادة في كل ميادين الحياة . 
-
من هنا نقول : لماذا يلام دعاة الإسلام إن قالوا : إن ما عليه المسلمون اليوم من ذلّ و استضعاف و فقر (مع أننا نملك الثروات الكثيرة ) و عيش على هامش الحياة (مع أننا -جغرافيا - قلب العالم )كل هذه الأوضاع ليست من الإسلام في شيء ، بل هي نتيجة البعد عن الإسلام ، بل و إبعاده رغم أنوف المسلمين من أن يكون منهجا للحياة في كل صغيرة و كبيرة ، و لماذا يسمح لغير أبناء الإسلام الصادقين بالدعوة إلى كل مبدأ هدّام ، يراد له أن يكون حاكما للمسلمين في شؤون حياتهم ، فإذا نفض أبناء الإسلام الغبار عن أنفسهم و دعوا إلى شرع الله و دينه ، و قالوا بأنه الحل لما نعانيه من آلام و قهر و استعباد ، قال عنا بنو قومنا
قبل غيرهم ، إنكم تتاجرون بالدين ، و إنكم تستخدمون الدين لأغراض سياسية ، و إنكم و إنكم ...!
كأن الإسلام جاء ليكون مصحفا مهملا ، أو مجتمعا منزويا في مسجد يؤدي فرضه دون فهم لدينه ، أو رجلا منعزلا في تكية صوفية ، و لا شأن له بالحياة ، بل تترك هذه الأخيرة إلى من يحسنها من غير أبناء الإسلام الخلّص!!!  
وكأن أبناء الإسلام ، و الدعاة الصادقين لم يجدوا ما يتاجرون فيه أو يبذلون أرواحهم من أجله إلا اللعب بالإسلام ، دين الله الخاتم و الاتجار به - والعياذ بالله تعالى -وكأن غيرهم من العلمانيين والانتهازيين و الوصوليين هم الذين يبجلون شرع الله و يحبونه و يحترمونه -دون غيرهم- و يطبقونه في واقعهم العملي - مع أنهم أكثر الناس تبرما بذكر الله في مسألة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية – و اسأل عنهم من يعرفهم يخبرك بحقيقتهم دون زيف أو أصباغ تجميلية .
و تنزلا منّا نقول لهؤلاء العلمانيين و أشياعهم ، إن كنتم كما تدعون -حبا للإسلام و احتراما له -و حتى نريحكم من سبّنا وبغضنا و التآمر علينا و تلفيق التهم الجاهزة فاحكموا أنتم بالإسلام و طبّقوه كما جاء عن رب العالمين
وعن رسول الله الأمين صلى الله عليه وسلم ، فإذا فعلتم هذا ، فأنتم الصادقون و المخلصون و الغيارى على هذا الدين العظيم ،  وحق لكم أن تتكلموا علينا بما شئتم ، فإن لم تفعلوا ( ونعتقد أنكم لن تفعلوا ) فاسمحوا لنا أن نقول لكم دون سبّ أو شتم لأن أخلاقنا الإسلامية لا تسمح لنا بذلك : إننا إذن لا نلوم الغرب الكافر فيما يقوله أو يصفنا به ، مادمتم أنتم تعطونه الفرصة لذلك ، فإذا رآكم تتبعونه في كل صغيرة وكبيرة في الاقتصاد والسياسة و الاجتماع والحكم بقوانينه التي سنّها لواقع يختلف عن واقعكم ، ثم تزعمون أنكم مسلمون أصحاب دين سماوي ، فلا حرج عليهم إذا اعتقدوا بعد كل هذا إن دينكم ليس كفيلا بإصلاح أوضاعكم ، وكذلك استجدائهم و استعطافهم حتى يمنّوا عليكم ببعض المال ، مع أن خزائن المسلمين مملوءة بالخيرات- و الحمد لله -لكن صرفكم لها في غير محلها عاد على الأمة بالخراب و الدمار ، وتضخمت فاتورة الديون الخارجية بشكل رهيب ، دون فائدة تذكر رجعت على الأمة .  
و أخيرا نقول لكم : ما دمتم سائرين على تلك الخطى فليتكلم البابا في الإسلام ، وليفتى من شاء أن يفتي في الإسلام ، كما أفتى بوش ومن قبله كلينتون و غيرهم في الإسلام ما شاءوا أن يفتوا ، لأن الظاهر أنهم يعرفون عن الإسلام أكثر منّا  و يظهر أن كلامهم في الإسلام أعجبكم عكس كلام علماء الإسلام الصادقين ، ما دامت تقام المحاضرات في بلاد الإسلام من طرف أعداء الإسلام ليتكلموا عن الإسلام الذي يفهمونه ،  والعجب العجاب أن يحرم أبناء الإسلام ودعاته الصادقين من هذه الفرصة وفى كثير من الأماكن ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .
 
اللهم أبرم لهاته الأمة أمرا رشدا يعزّ فيه أهل طاعتك و يذلّ فيه أهل معصيتك ، ويؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر ، و الله المستعان لا رب سواه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق