بسم الله الرحمن الرحيم :
إنَّ الحمد لله ، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ] .
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ] .
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ] .
إخوتي طلبة العلم الكرام :
الحديث عن العقيدة ذو شجون خاصة في عصرنا الحاضر ، حيث إننا نشاهد حرباً شعواء على المسلمين و على عقيدتهم بالذات ، حرباً موجهة إلينا قد صوبت سهامها ، منطلقةً من مشارق الأرض و مغاربها ، فما هو السبب يا ترى ؟ الجواب واضح ؛ لأننا نقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، و نعتقد ذلك اعتقاداً جازماً ؛ و نحاول أن نكون كما أرادنا الله ، و كما تمنى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلأجل هذا يرمينا أعداؤنا عن قوس واحدة ، أما لو معينا في ديننا و داهنا في عقيدتنا ، لكنا بالنسبة إليهم أناسا متحضرين متفتحين ، فلا و الله لا نقر أعين عدونا بتركنا لعقيدتنا ، بل علينا أن نتعلم و نعلم ، و نذكر و نتذكر ، عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا و الله أشد بأسا ، و أشد تنكيلا ، لهذا نحاول أن نذكر أنفسنا و إخواننا بما يجب علينا اتجاه هذه العقيدة الإسلامية الصافية ، فنجد بعض الاهتمام من بعض طلبة العلم الخيرين ، و نجد كثيرا من الرد وقلة الاهتمام ، و كثير من اللامبالاة ، حتى ممن يزعمون أنهم يدعون إلى الله عز و جل .فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و إلى الله المشتكى من زمن صار الإسلام فيه غريبا بين أبنائه ، و الله المستعان لا رب سواه .
نحاول أن نركز على أمور مهمة غابت عن ذهن كثير من المسلمين بسبب جهلهم و بعدهم عن دروس العلم ، و تركيزهم على ما لا ينفعهم ، مما يظنون أنهم به على شيئ و ليسوا على شيئ .
أولا : خطأهم في مفهوم مدلول لا إله إلا الله ، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه ، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد ، ركناها: النفي والإثبات .
النفي : بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
والإثبات : أن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له . ومدلول هذا إخلاص الدين لله ، والكفر بالطاغوت ، ولذا يقول الله - سبحانه وتعالى - في كتابه والعزيز : [ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ] .
ومن مقتضياتها : إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه .
والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم ، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط ، نقول : نعم . هذا هو مقتضاها وركنها الأول ، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه ، ألا وهو الكفر بالطاغوت ، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً ، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم : [ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ] .
فالطاغوت لغة: من طغا يطغى طغياً، ويطغو طغياناً أي: جاوز
القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان
طاغٍ.
ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي إذ يقول الإمام
الطبري: والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل
ذي طغيان على الله ، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن
عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو
شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من شيء. اهـ
الطبري 21/3.
وقد زاد الإمام ابن القيم تعريف الإمام الطبري توضيحاً، فقال:
(الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع،
أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله
ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير
بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله،
فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها
رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن
التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم
إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة
الطاغوت ومتابعته). إعلام الموقعين 1/50.
ولا يخفى وجوب تقييد ذلك بحال الرضا ممن يعبد من دون
الله عز وجل، أما من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك،
فليس بطاغوت ألبتة، ولا إثم عليه في غلو من غلا فيه.
و من الخطأ الشائع - في مفهوم لا إله إلا الله - ظنُّ بعضهم
أن معناها : لا خالق إلا الله ، ويفسرون ذلك بتوحيد الربوبية
ويجعلون هذا أساس التوحيد ولبه ، ويركزون في الدلائل والمسائل .
وتوحيد الربوبية مهم لكن المخالف فيه قليل ، أما توحيد الأُلوهية: فهو الذي دلت كلمة التوحيد ، والمخالف فيه كثير - والله المستعان -
ثانياً : و من الأخطاء في القضايا العامة : خلط في مفهوم الولاء والبراء ، فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذا الأصل قولاً وفعلاً من عدة وجوه أبرزها ثلاث وجوه :
الوجه الأول :
مولاة الكفار ، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام ؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين ، أو كتابيين ، فهم أعداءٌ لنا ، والله سبحانه وتعالى يقول : [ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ] ،
[ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ]
فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناف لذلك الأصل ، وهو الولاء والبرء على تفصيل يذكره العلماء بين ما هو مكفر وما ليس بمكفر، والولاء يكون للمؤمنين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها ، والبراءة من الكفار جميعاً كذلك .
وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار ومنها :
1- التعلق بهم ومحبتهم ، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم ، أو في بلاد المسلمين في العمل ونحوه .
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة ، وربما البقاء في بلادهم أزمنة طويلة .
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين كلاعب كرة أو ممثل ونحوه .
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم ونظمهم وقوانينهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم .
الوجه الثاني :
من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد ، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية ، أو لأجل أنه من البلد الفلاني ، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله . فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى ، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً ؛ لأنه من بلده ، ويعادي الثاني ؛ لأنه ليس من قبيلته ، أو لأنه ليس من بلده ، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان ، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية ، والقبيلة ، والوطن ، والمصلحة الشخصية والمال ، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته ، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله .
إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله ، ولو كان أبعد بعيد ، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً ، ولون كان أقرب الناس إلىّ ، هذا هو ميزان التوحيد .
الوجه الثالث :
استقدام الكفار إلى بلاد المسلمين لغير ضرورة ، بل إن بعض الناس - من أصحاب الشركات وغيرهم - قد يفضل الكفار على المسلمين ، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم ، وسب المسلمين وتنقصهم ، وهذا خطأ جسيم ، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً ، وهو على خطر في دينه ، فليتق الله وليتب من ذنبه ، فلا يستقدم إلا عمالة مسلمة أمينة. والله المستعان .
ثالثاً : ومن الأخطاء العامة : خطأ في مفهوم العبادة بحيث إن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان ؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم- : " الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ".
إذاً، العبادة تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها ، علاقتك بالأسرة ، بالجيران ، وأمورك الاقتصادية والتعليمية ، وغير ذلك من الشؤون الخاصة بالفرد كذلك علاقة المجتمع بغيره سواء كانت هذه العلاقات علاقات اقتصادية ، أو عسكرية ، أو علمية ، كل ذلك داخلٌ في مفهوم الشر ع، فمقتضاه أن ينهج فيه ، وأن يسلك فيه، ما أمر الله به وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول : شأنك و المسجد ، أي : الزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم ؟ لا ، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة ، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها ، و هذا خطأ يجبُ الانتباه له .
وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط ، و أنها علاقةٌ بين العبد و ربه ، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة ، و هذا منتشر بين العلمانيين و الملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة .
رابعاً : من الأخطاء العامة ، مفهوم الوسط في الدين .
فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له : لا تشدد وكن وسطاً، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة ؛ التي ينبعي أن تصحح ، و هنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر .
أولاً : أن التمسكَ بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كاملة هو الحق وهو الوسط ، لأن سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليس فيها غلواً ولا تقصير.
ثانياً : إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى : [ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ] .
والمعنى : أن أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الأمم كاليهود والنصارى وغيرهم ، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أئمة السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون أهل السنة وسطٌ بين الطوائف المنحرفة، والمبتدعة .
فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الروافض والنواصب ، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة ، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين ، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية . وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً .
ثالثاً : أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم : كن وسطاً في دينك ، فهذا فيه تفصيل ، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها ، فلا شك أن هذا باطل ؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة .
أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر ، وقيل له : كن وسطاً ، فهذا صحيح ، لكن له أمثلة خاصة ، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنا لا أتزوج النساء ".
نقول له : تزوج ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً ، ومثل ذلك الذي قال : ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له : كن وسطاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم : ( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي ، وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل ، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار ، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها ، هذا أيضاً مقصّر .
فالأول قد غالي في جانب ، و الثاني قد فرّط وأهمل و قصّر ، و الوسط هو الصحيح.
إذاً ، هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ ، وذلك حينما نأتي إلى من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته ، وفي لباسه ، وفي صلاته ، وفي بقية أموره ، فنأتي ونقول له : لا تشدد وكن وسطاً ، فهذا مفهوم خاطئ .
خامساً : من المفاهيم الخاطئة ، الخلط الواقع في فهم مصطلح أهل السنة والجماعة ، فمصطلح أهل السنة والجماعة في الأصل مصطلح شرعي وردت به النصوص ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ).
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بالجماعة ).
- ظن البعض أن عند اختلاف العلماء فللإنسان أن يأخذ بأي قول من الأقوال الواردة ، دون اعتبار للدليل ، وهذا من أخطر المزالق ، فول تتبع الناس أقوال العلماء واختلافاتهم و رخصهم لضاع الدين.
والواجب عند التنازع والاختلاف - القديم والحديث - الرد إلى كتاب الله والسنة كما قال تعالى : [ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ] .
كما أنا الواجب اتباع ما ترجح دليله ، و الحذر كل الحذر مما يزينه بعض العلمانيين و أذنابهم من تتبع رخص العلماء و الأخذ بها و لو خالفت الدليل .
أسأل الله تعالى أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علَّمنا إنه جواد كريم .
الدرس السابع من سلسلة العقيدة الإسلامية .
إنَّ الحمد لله ، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ] .
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ] .
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ] .
إخوتي طلبة العلم الكرام :
الحديث عن العقيدة ذو شجون خاصة في عصرنا الحاضر ، حيث إننا نشاهد حرباً شعواء على المسلمين و على عقيدتهم بالذات ، حرباً موجهة إلينا قد صوبت سهامها ، منطلقةً من مشارق الأرض و مغاربها ، فما هو السبب يا ترى ؟ الجواب واضح ؛ لأننا نقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، و نعتقد ذلك اعتقاداً جازماً ؛ و نحاول أن نكون كما أرادنا الله ، و كما تمنى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلأجل هذا يرمينا أعداؤنا عن قوس واحدة ، أما لو معينا في ديننا و داهنا في عقيدتنا ، لكنا بالنسبة إليهم أناسا متحضرين متفتحين ، فلا و الله لا نقر أعين عدونا بتركنا لعقيدتنا ، بل علينا أن نتعلم و نعلم ، و نذكر و نتذكر ، عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا و الله أشد بأسا ، و أشد تنكيلا ، لهذا نحاول أن نذكر أنفسنا و إخواننا بما يجب علينا اتجاه هذه العقيدة الإسلامية الصافية ، فنجد بعض الاهتمام من بعض طلبة العلم الخيرين ، و نجد كثيرا من الرد وقلة الاهتمام ، و كثير من اللامبالاة ، حتى ممن يزعمون أنهم يدعون إلى الله عز و جل .فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و إلى الله المشتكى من زمن صار الإسلام فيه غريبا بين أبنائه ، و الله المستعان لا رب سواه .
نحاول أن نركز على أمور مهمة غابت عن ذهن كثير من المسلمين بسبب جهلهم و بعدهم عن دروس العلم ، و تركيزهم على ما لا ينفعهم ، مما يظنون أنهم به على شيئ و ليسوا على شيئ .
أولا : خطأهم في مفهوم مدلول لا إله إلا الله ، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه ، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد ، ركناها: النفي والإثبات .
النفي : بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
والإثبات : أن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له . ومدلول هذا إخلاص الدين لله ، والكفر بالطاغوت ، ولذا يقول الله - سبحانه وتعالى - في كتابه والعزيز : [ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ] .
ومن مقتضياتها : إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه .
والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم ، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط ، نقول : نعم . هذا هو مقتضاها وركنها الأول ، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه ، ألا وهو الكفر بالطاغوت ، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً ، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم : [ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ] .
فالطاغوت لغة: من طغا يطغى طغياً، ويطغو طغياناً أي: جاوز
القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان
طاغٍ.
ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي إذ يقول الإمام
الطبري: والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل
ذي طغيان على الله ، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن
عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو
شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من شيء. اهـ
الطبري 21/3.
وقد زاد الإمام ابن القيم تعريف الإمام الطبري توضيحاً، فقال:
(الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع،
أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله
ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير
بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله،
فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها
رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن
التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم
إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة
الطاغوت ومتابعته). إعلام الموقعين 1/50.
ولا يخفى وجوب تقييد ذلك بحال الرضا ممن يعبد من دون
الله عز وجل، أما من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك،
فليس بطاغوت ألبتة، ولا إثم عليه في غلو من غلا فيه.
و من الخطأ الشائع - في مفهوم لا إله إلا الله - ظنُّ بعضهم
أن معناها : لا خالق إلا الله ، ويفسرون ذلك بتوحيد الربوبية
ويجعلون هذا أساس التوحيد ولبه ، ويركزون في الدلائل والمسائل .
وتوحيد الربوبية مهم لكن المخالف فيه قليل ، أما توحيد الأُلوهية: فهو الذي دلت كلمة التوحيد ، والمخالف فيه كثير - والله المستعان -
ثانياً : و من الأخطاء في القضايا العامة : خلط في مفهوم الولاء والبراء ، فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذا الأصل قولاً وفعلاً من عدة وجوه أبرزها ثلاث وجوه :
الوجه الأول :
مولاة الكفار ، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام ؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين ، أو كتابيين ، فهم أعداءٌ لنا ، والله سبحانه وتعالى يقول : [ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ] ،
[ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ]
فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناف لذلك الأصل ، وهو الولاء والبرء على تفصيل يذكره العلماء بين ما هو مكفر وما ليس بمكفر، والولاء يكون للمؤمنين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها ، والبراءة من الكفار جميعاً كذلك .
وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار ومنها :
1- التعلق بهم ومحبتهم ، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم ، أو في بلاد المسلمين في العمل ونحوه .
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة ، وربما البقاء في بلادهم أزمنة طويلة .
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين كلاعب كرة أو ممثل ونحوه .
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم ونظمهم وقوانينهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم .
الوجه الثاني :
من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد ، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية ، أو لأجل أنه من البلد الفلاني ، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله . فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى ، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً ؛ لأنه من بلده ، ويعادي الثاني ؛ لأنه ليس من قبيلته ، أو لأنه ليس من بلده ، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان ، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية ، والقبيلة ، والوطن ، والمصلحة الشخصية والمال ، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته ، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله .
إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله ، ولو كان أبعد بعيد ، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً ، ولون كان أقرب الناس إلىّ ، هذا هو ميزان التوحيد .
الوجه الثالث :
استقدام الكفار إلى بلاد المسلمين لغير ضرورة ، بل إن بعض الناس - من أصحاب الشركات وغيرهم - قد يفضل الكفار على المسلمين ، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم ، وسب المسلمين وتنقصهم ، وهذا خطأ جسيم ، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً ، وهو على خطر في دينه ، فليتق الله وليتب من ذنبه ، فلا يستقدم إلا عمالة مسلمة أمينة. والله المستعان .
ثالثاً : ومن الأخطاء العامة : خطأ في مفهوم العبادة بحيث إن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان ؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم- : " الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ".
إذاً، العبادة تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها ، علاقتك بالأسرة ، بالجيران ، وأمورك الاقتصادية والتعليمية ، وغير ذلك من الشؤون الخاصة بالفرد كذلك علاقة المجتمع بغيره سواء كانت هذه العلاقات علاقات اقتصادية ، أو عسكرية ، أو علمية ، كل ذلك داخلٌ في مفهوم الشر ع، فمقتضاه أن ينهج فيه ، وأن يسلك فيه، ما أمر الله به وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول : شأنك و المسجد ، أي : الزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم ؟ لا ، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة ، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها ، و هذا خطأ يجبُ الانتباه له .
وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط ، و أنها علاقةٌ بين العبد و ربه ، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة ، و هذا منتشر بين العلمانيين و الملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة .
رابعاً : من الأخطاء العامة ، مفهوم الوسط في الدين .
فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له : لا تشدد وكن وسطاً، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة ؛ التي ينبعي أن تصحح ، و هنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر .
أولاً : أن التمسكَ بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كاملة هو الحق وهو الوسط ، لأن سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليس فيها غلواً ولا تقصير.
ثانياً : إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى : [ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ] .
والمعنى : أن أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الأمم كاليهود والنصارى وغيرهم ، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أئمة السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون أهل السنة وسطٌ بين الطوائف المنحرفة، والمبتدعة .
فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الروافض والنواصب ، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة ، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين ، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية . وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً .
ثالثاً : أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم : كن وسطاً في دينك ، فهذا فيه تفصيل ، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها ، فلا شك أن هذا باطل ؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة .
أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر ، وقيل له : كن وسطاً ، فهذا صحيح ، لكن له أمثلة خاصة ، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنا لا أتزوج النساء ".
نقول له : تزوج ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً ، ومثل ذلك الذي قال : ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له : كن وسطاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم : ( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي ، وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل ، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار ، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها ، هذا أيضاً مقصّر .
فالأول قد غالي في جانب ، و الثاني قد فرّط وأهمل و قصّر ، و الوسط هو الصحيح.
إذاً ، هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ ، وذلك حينما نأتي إلى من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته ، وفي لباسه ، وفي صلاته ، وفي بقية أموره ، فنأتي ونقول له : لا تشدد وكن وسطاً ، فهذا مفهوم خاطئ .
خامساً : من المفاهيم الخاطئة ، الخلط الواقع في فهم مصطلح أهل السنة والجماعة ، فمصطلح أهل السنة والجماعة في الأصل مصطلح شرعي وردت به النصوص ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ).
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكم بالجماعة ).
- ظن البعض أن عند اختلاف العلماء فللإنسان أن يأخذ بأي قول من الأقوال الواردة ، دون اعتبار للدليل ، وهذا من أخطر المزالق ، فول تتبع الناس أقوال العلماء واختلافاتهم و رخصهم لضاع الدين.
والواجب عند التنازع والاختلاف - القديم والحديث - الرد إلى كتاب الله والسنة كما قال تعالى : [ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ] .
كما أنا الواجب اتباع ما ترجح دليله ، و الحذر كل الحذر مما يزينه بعض العلمانيين و أذنابهم من تتبع رخص العلماء و الأخذ بها و لو خالفت الدليل .
أسأل الله تعالى أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علَّمنا إنه جواد كريم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق