Translate

2019-08-23

العلماء الحقيقيون هم الذين يمشون خلف النبي صلى الله عليه وسلم


العلماء الربانيون العاملون هم ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى ، وموت العالم ثلمة في الدين لا يسدها شيء ماختلف الليل والنهار ، وبالعلم تُنال الخشية من الله وبه يعرف العبد كيف يعبد الله على بصيرة . قال الله عز وجل :[ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] ، وقال الله عز وجل :[ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة   وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم  

وقال جل ذكره :[ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات 

قال ابن القيم رحمه الله :  الخشية أخص من الخوف ، فإن الخشية للعلماء بالله ، وقال رحمه الله : ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى ، لكفى به شرفاً وفضلاً ، فكيف وبخير الدنيا والآخرة منوط به ، مشروط بحصوله 

وقال شيخ الإسلام – ابن تيمية – رحمه الله : وبعدُ فيجب على المسلمين بعد موالاة الله تعالى ورسوله  موالاة المؤمنين ، كما نطق به القرآن ، خصوصاً العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر ، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، إذ كل أمة قبل مبعث نبينا محمد  فعلماؤها شرارها إلا المسلمين ، فإن علماءهم خيارهم ، فإنهم خلفاء الرسول  في أمته ، والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا  

وقد جاءت السنة المطهرة بالحث على العلم وتعلمه وتعليمه من ذلك قول المصطفى  :  من يرد الله به خيراً يفقه في الدين 

وقوله  :  من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر  

ومن جميل ما قاله الإمام القرافي المالكي رحمه الله عن هذا الحديث:  وأما التشبه بالبدر ففيه فوائد: أحدهما: أن العالم يكمل بقدر اتباعه للنبي  ، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم هو الشمس ، لقوله تعالى :  إنا أرسلنك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً 

والسراج هو الشمس لقوله تعالى:  [ وجعلنا سراجاً وهاجاً ] ، ولما كان القمر يستفيد ضوءه من الشمس، وكلما كثر توجهه إليها كثر ضوؤه حتى يصير بدراً ، فكذلك العالم كلما كثر توجهه للنبي وإقباله عليه توفر كماله . وثانيتها: أن العالم متى أعرض عن النبي بكليته كسف باله ، وفسد حاله ، كما أن القمر إذا أحيل بينه وبين الشمس كسف ، خلافاً لمن يزعم أن العلوم تُتلقى بالتوجه ولا يحتاج فيها إلى النبوة . وثالثها: أن الكوكب مع البدر مطموس لا أثر له ، وضوء البدر عظيم المنفعة منتشر الأضواء ، منبعث الأشعة في الأقطار براً وبحراً ، وهذا هو شأن العالم . وأما العابد كالكوكب حيث لا يتعدى نوره محله ، ولا يصل نفعه إلى غيره

وقال الآجري – رحمه الله – " فما ظنكم – رحمكم الله – بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلمء ، فإن لم يكن فيه ضياء ، وإلا تحيروا فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية ثم جاء طبقات من الناس لابد لهم من السلوك فيه فيسلكوا ، فبينما هم كذلك إذ طُفئت المصابيح فبقوا في الظلمة ، فما ظنكم بهم؟! هكذا العلماء في الناس ، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض ولا كيف اجتناب المحارم ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده خلقه إلا ببقاء العلماء . فإذا مات العالم تحير الناس ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل .. فإنا لله وإنا إليه راجعون .. مصيبة ما أعظمها على 
المسلمين
و الله الموفق لا رب سواه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق